وجاء رمضان، جاءت محطة التزكية السنوية، في يوم جمعة، ولن يشهد المسلمون الجمعة ولا الجماعة في معظم الدول الإسلامية في ظل الحجر الصحي.
وبكل تأكيد سيُخلد رمضان هذا العام في ذاكرة التاريخ، والمهم الآن كيف نعمل على تخليده في سجل حسناتنا، ونعوض ما سيفوتنا فيه من أجور السعي إلى المساجد؟ وكيف نجعل من بيوتنا مساجد مصغرة، ونحول حياتنا كلها إلى صلاة وابتهال، واستغفار وذكر وتسبيح وتحميد وتدبر في آيات الفرقان الذي أنزله الله في رمضان هدى للناس وتبيان؟ وكيف نحول المحنة إلى منحة ربانية في شهر رباني بأجواء ربانية؟
لا نريد هنا تقديم أجوبة جاهزة، ولكن نريد أن نطرح على أنفسنا جميعاً هذه الأسئلة وأن نبحث عن الأجوبة التي تتفق مع طموحنا، ونخطط لاستغلال هذه الفرصة التي قد لا تتكرر طوال حياتنا.
فإذا كان رمضان يتكرر في كل عام، فإنه يأتي لأول مرة هذا العام وقد تخففنا جميعاً من الأعمال خارج المنزل، وأصبح لدينا الوقت الوفير للتفكير في كيفية استثمار هذه الأيام وتحويلها إلى محطة تغييرية في دورة روحية لمدة ثلاثين يوماً، فما أجمل أن نغتنم هذه الدورة في قراءة القرآن وتدبره، وفي الابتهال إلى الله، والإحسان إلى المحتاجين.
نسأل أن يغفر الذنب ويرفع الكرب والوباء عن البشرية، وأن يردنا إلى دينه رداُ جميلاً.