إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

كيف نتغلب على مشاعر الوحدة في الشتاء؟
نقترب رويداً رويداً هذه الأيام من قلب الشتاء، وفي كل يوم يمر يزداد وقت الليل ويقل وقت النهار، ومع زيادة البرد وتساقط الثلوج والأمطار في بعض البلدان تتقيد حركة الكثيرين وتزداد أوقات الجلوس الإجباري في المنزل، وقد يترافق مع ذلك الشعور بالكآبة الموسمية والوحدة، فكيف ننتصر على هذا الشعور ونعمل على تحويل الشتاء إلى مناسبة سعيدة؟ 
الواقع يؤكد أن الإنسان لديه قدرة التكيف على أسوأ الظروف وكلما عليه هو بذل بعض الجهد وتغيير بعض العادات. وإذا كانت مناسبة الشتاء تعمل على تقليل فرص التقاء الأصدقاء والأنشطة العامة فإنها توفر في نفس الوقت فرصاً مضاعفة لزيادة أوقات اجتماع الآباء والأبناء مع بعضهم، وفي مقدور الأسرة التخطيط لقضاء الأوقات السعيدة ومشاهدة بعض البرامج والأفلام الممتعة والنافعة، و في بلدان الثلج يمكن التخطيط لرحلات خاصة لممارسة رياضة التزلج، فضلا عن اغتنام فرصة الشتاء لأخذ الغنيمة الباردة التي أخبر عنها  النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قَالَ : «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» فمن أجل أنشطة الشتاءالتخطيط لصيام النوافل بصورة جماعية  لأن أوقات النهار القصيرة والباردة تساعد كثيراً على هذا الصيام. 
وفي الشتاء تتوفر في الليل فرصة لصلاة التهجد. ومن الجيد تنويع الأنشطة الرياضية والترفيهية والثقافية وعدم طغيان نوع من البرامج على آخر.
وتتوفر في الشتاء فرصٌ كثيرة للتربية على عادة القراءة الحرة نظراً لتوفر الكثير من الوقت للبقاء في المنزل. ويستحسن في هذه الأوقات إشراك الأجداد وكبار السن في الأنشطة، فقد يكونون الأكثر إحساساً بالوحدة نظراً لتأثير البرد عليهم وقلة حركتهم وعدم ارتباط الكثير منهم بالعمل الرسمي في فترة الصباح.
 والخلاصة أن بذل الجهد في التخطيط لقضاء الأوقات يحول الأوقات الكئيبة إلى أوقات سعيدة ونافعة في الدنيا والآخرة.