بالأمس مرت جمعة أخرى على المسلمين وقلوبهم معلقة بالمساجد التي فرضت الأجواء هجرها مؤقتاً حتى يرفع الله الوباء، وقلوب المسلمين تشرئب جميعاً إلى ضيف عزيز سيهل الخميس أو الجمعة القادمة، وهو شهر رمضان المبارك مع غياب الجمعة والجماعات، ومع احتمال كبير أن يكون رمضان أو النصف الأول منه على الأرجح خالياً من التراويح والعبادات الجماعية خارج إطار المنزل.
وأما عبادة الصيام فلن تتأثر بإذن الله كما يثير ذلك البعض ويرددون دعاوى واهية عن تأثير الصيام على مناعة المصاب، وهذا ليس له أي أساس علمي وعلى العكس من ذلك فقد أكدت الدراسات العلمية أهمية الصيام في تقوية جهاز المناعة و أكدت دراسة للعالم الأميركي مارك ماتسون أن الصوم ينشط عمل الجهاز المناعي وقدرة الجسم على استعادة الخلايا التالفة وأشارت دراسة أخرى نشرها موقع «research gate» أن للصيام تأثير بالغ في تعزيز قدرة الصائمين على مواجهة الضغوط النفسية كالقلق والاكتئاب والأرق وتحقيق الطمأنينة والاستقرار النفسي، وينعكس ذلك بصورة إيجابية على جهاز المناعة.
وهذه الدراسات تبشر الصائمين بفائدتين للصيام في مواجهة كورونا :
الفائدة الأولى: جسدية في تعزيز الجهاز المناعي. والفائدة الثانية: نفسية في تقديم الدعم النفسي ومقاومة القلق والضغوط وهذا من عاجل بشرى العمل الصالح في الدنيا وعاجل بشرى الصيام.
وفي جميع الأحوال فإن هذه الظروف تفرض علينا تجديد التفكير في طريقة استقبال رمضان هذا العام، واستثمار فوائده الروحية في فترة الحجر الصحي والتخطيط للتربية الروحية في رمضان وأداء النوافل بصورة جماعية في منازلنا، وتعويض أجواء المسجد، واستثمار الأجواء الروحية في تقديم الدعم النفسي للأبناء ولتهذيب أنفسنا. ونسأل الله أن يأتي الشهر الكريم وقد تهيأت الأجواء و تحسنت الأحوال وارتفع الوباء والبلاء .