النجاح في حياتنا الفردية والعامة مرهون بقدرتنا على التصالح مع أنفسنا، والتصالح مع النفس يبدأ بالمراجعة الجادة لمسارات حياتنا والبحث عمّا يقضُّ مضاجعنا ويهدد سلامنا الداخلي ويجرح الضمير ويجعلنا نعيش في حالة صراع داخلي وتأنيب مستمر للذات، ومن هنا فإن المنطلق الأول في التصالح مع النفس يبدأ بإصلاح علاقتنا بالله والحرص على الابتعاد عن كل ما يغضب الله والتزام طريق الاستقامة، فالطريق إلى النفس المطمئنة يبدأ بالمرور بمرحلة النفس اللوَّامة بعد التحرر من النفس الأمّارة بالسوء، والنفس اللوامة تمارس النقد الإيجابي الذي يؤدي إلى التصحيح ولا تمارس النقد السلبي الذي يكرس الإحساس بالعجز أمام السلبيات أو يدفعنا إلى التأقلم مع الأخطاء هروباً من العذاب الداخلي، فالطريقة السليمة للهروب من التأنيب الداخلي تبدأ بالتصالح مع الله الذي ينعكس بصورة مباشرة على تصالحنا مع أنفسنا، فالتصالح مع الخالق يجلب للنفس الشعور بالاطمئنان والسلام الداخلي واحترام الذات وتقديرها، والتصالح مع الذات يدفعنا إلى التصالح مع الحياة والعمل على تحقيق النجاح وفق قواعد أخلاقية تراعي مبادئ التنافس الشريف و عدم الإضرار بالغير.