احتفلت جمعية مستخدمي الإنترنت في دول أمريكا الجنوبية وأسبانيا يوم أمس التاسع والعشرين من أكتوبر باليوم العالمي للانترنت، وتخصص بعض الجمعيات هذا اليوم والأيام التي تليه للتوعية بمخاطر المحتوى الجنسي والمراسلات الجنسية وكيفية التعامل معها، ولم يعد يكفي في التعامل مع المحتوى والمراسلات الجنسية التحذير الوعظي أو سياسة المنع والحظر دون فتح حوار جاد مع الأبناء حول خطورة هذا المحتوى وهذه الممارسات وتأثير ذلك على الصحة النفسية والعقلية والبدنية، ومخاطر إدمان متابعة هذا المحتوى على وظائف الدماغ وإعاقة تكيف الإنسان مع الواقع الطبيعي.
ومن المهم تعويد الأبناء على استخدام برامج الحماية في أجهزتهم برغبتهم الحرة الناتجة عن القناعة والتي يسبقها إيجاد ثقافة فلترة وحماية ووعي في عقولهم. وفي موازاة الحديث عن المحتوى الإباجي على الانترنت يأتي ذكر المراسلات الإباحية والتي وسعت دائرة التحرش من الشارع والمحلات العامة إلى المنازل و الغرف المغلقة.
وقد أكدت دراسة علمية وجود علاقة بين المراسلات الجنسية وتفشي الممارسات الجنسية الخطرة كتعدد الشركاء والجنس غير الآمن. وتصف الدراسات هذه المراسلات بالسلوك المنحرف الذي يحتاج إلى تدخل وحماية.
إن مشكلة المحتوى الجنسي على شبكة الانترنت والمراسلات الجنسية على مواقع التواصل مشكلة تتزايد يوماً بعد يوم في الوقت الذي تغيب فيه الجهود الجادة في مواجهة هذه الظاهرة.
ويعتقد البعض أن سياسة الحظر والتحذير الوعظي لمواجهة هذه الظاهرة كافية، وهذا اعتقاد ساذج في ظل تطور تقنيات كسر الحظر مع ضعف التربية الإيمانية وتأثيرها المحدود في توليد الاستجابة للوعظ التقليدي.
لابد أن تتظاهر جهود الدعاة والتربويين والأطباء النفسيين والإعلاميين في سبيل التربية على التعامل مع الفضاء المفتوح والشبكة العنكبوتية.