قد يحتار المربون من والدين و معلمين في تنظيم منهجية التربية الإيمانية عند تنشئة من يربون، ما هي أهم القواعد التي يبدأون بها؟ وكيف يغرسون معانيها؟ لا شك بأن التوحيد هو أهم أمر في التنشئة الإيمانية، ولكننا إذا سلمنا بأنها فطرة جاهزة كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم 'كل مولود يولد على الفطرة' فلن نحتاج إلى الكثير في غرس هذا المعنى و إنما مهمتنا تغذيته و تثبيته. فما هي أهم المهام الإيمانية لدى الوالدين بعد ذلك؟
إن أهم مهمة هي تشكيل الصِّلة المميزة بين الطفل و ربه لتبنى على حبل متين وثيق لا يمكن فكه ولا ينفرط عقده، وأجمل و أوثق صلة للإنسان ما بنيت على المحبة. فإن أحب الإنسان أحداً لن تجده إلا ساعياً لرضاه مجتنباً ما يزعجه، 'إن المحب لمن يحب مطيع'.
فكيف نحبب أبناءنا في الله؟
إن من أجمل العواطف الفطرية لدى الطفل حب الخير و كره الشر و لذلك فإن إخبار الطفل عن حب الله للخير و كرهه للشر أمر يحببه في الله، والأكبر من ذلك أن أخبره أن الله يحب اللذين يسعدون الأطفال ولا يحب أولئك الذين يؤذونهم، و أكرر له كلمة حب الله له في كل عمل طيب أريده منه، فالله يحبك حين تصدق، ويحبك حين ترحم و هكذا. و من الجميل ذكر الجنة هنا و أن الله أعدها للصالحين الطيبين الذين يحبهم و يحبونه. ويحذر الوالدان من ذكر النار و عذابها و التهديد بها إن أخطأ الطفل، فالطفل لن يستوعب أبداً لماذا يمكن إحراق الناس عذاباً من إله رحيم.وهناك محذور آخر هو أن قولنا للطفل أن الله سيعاقبك ينطوي على كلام مجانب للحقيقة، ذلك أن الطفل مرفوع عنه القلم ولا يدخل وهو في دائرة البراءة في دائرة الحساب. و في سن الطفولة المبكرة -ما قبل السبع سنوات- يميل الطفل لتكوين صورة ملموسة لما يسمع، فإن صورنا له ما يكون من عذاب فقد يرسم في مخيلته صورة شريرة لله عز وجل و العياذ بالله. فماذا نقول؟ يكفي لمن أحب الله أن تقول له أن الله لا يحب هذا الفعل و يحب من يتركه ليكون دافعاً للطفل بأن يترك الخطأ.
إن مهمة تحبيب الطفل بالله هي من أنبل و أعظم المهام لللوالدين، والتي ستغنيهما عن كثير من الصراع المستقبلي مع الطفل في سن المراهقة و ما بعدها حرصاً على صلاحه.