في الوقت الذي كان العالم أجمع يترقب اندلاع حرب نووية وشيكة بين الأشقاء الكوريين تهدد الأمن الدولي؛ قررت قيادة الكوريتين نزع فتيل الأزمة الداخلية و الانحياز إلى السلام والتحرر من الابتزاز الخارجي.
ثمة فرق بين قيادة سياسية تنجح في نزع فتيل الأزمات التي يستثمرها المتربصون للابتزاز والاستنزاف وبين قيادات تختلق الأزمات مع الأشقاء وتقدم رقبتها مجانا إلى مقصلة الابتزاز الدولي.
في الوقت الذي نجح فيه الكورييون في ترميم البيت الكوري وتحرروا من الابتزاز والهيمنة والإذلال الخارجي ؛ ما يزال العرب يتسابقون على تخريب بيوتهم بأيديهم وصناعة الأزمات الداخلية مع شعوبهم وبين بعضهم البعض.
استطاعت الحكمة السياسية للقيادة الكروية الجنوبية نزع فتيل أزمة مع نظام يعتقده البعض أحمق نظام في العالم وأكثرها تهوراً وتحررت من الابتزاز الأمريكي واختلقت القيادة العربية أزمات من الوهم لتجعل نفسها رهينة الهيمنة الدولية.
الدرس الكوري يقول للعرب إن الشجاعة والقوة والرجولة ليست في استعراض عضلات بعضنا على إخواننا والارتهان للابتزاز ولكن الشجاعة في تخطي الخلافات وتجاوز الحساسيات الصغيرة وخير المتخاصمين من يبدأ بالسلام.