إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

فريضة التصالح مع البيئة' ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
تؤكد الدراسات العلمية الحديثة أن السلوك الإنساني غير المسؤول تجاه البيئة هو المسؤول الأول عن ظهور فيروس كورونا وظهور غيره من الأوبئة التي تهدد حياة البشرية، وهذا السلوك الإنساني تمارسه أنظمة سياسية تستهتر بحياة الإنسان في سبيل الربح.
 ويتنوع السلوك المعادي للبيئة من - سلوك يؤدي إلى تلوث الهواء والماء، والتربة وطبقات الجو والبحار ،  و سلوك يتعلق بتبديل خلق الله بالتلاعب الجيني في الحيوانات والنباتات، و سلوك يهلك الحرث والنسل ويقضي على المساحات الخضراء في الطبيعة والحواضن الطبيعية الخاصة بالحيوانات والحياة البرية، و سلوك إنساني يتعلق بالتغذية وأكل الخبيثات وما تستقذره الفطرة السليمة كأكل الثعابين والخفافيش وغيرها، و سلوك يتعلق بالممارسة الجنسية الشاذة التي تتسبب بنقل فيروسات وأوبئة معروفة، و سلوك يتعلق بإهمال النظافة والتطهر، و سلوك يتعلق بالاستخدامات النووية والكيماوية في الحروب والصناعات،و سلوك يتعلق بطرق التخلص من النفايات النووية وغيرها في المحيطات وتأثير ذلك على الكائنات البحرية، و سلوك يتعلق باستنفاذ الثروات الطبيعية، إلى آخر هذه السلوكيات الإنسانية المنحرفة التي تؤدي إلى ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وهناك أسباب مجهولة للفيروسات والأوبئة حتى الآن قد تتعلق بجرائم أخرى يرتكبها البشر. 
وما تعيشه البشرية اليوم من قلق وخوف مع تفشي جائحة كورونا يفرض علينا التصالح مع البيئة و ضرورة العودة إلى المفهوم الديني الذي يتعامل مع الإنسان كخليفة لله في الأرض مسؤول عن تعميرها وإصلاحها والحفاظ عليها، والتحرر من المفهوم العلماني الذي يعتبر الإنسان في حالة صراع مع الطبيعة يسجل انتصاراته عليها، ووضع قيود على الإفساد في الأرض ولا سيما على الدول الكبرى وكل من 'يسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين'فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتُقَطّعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصَمَّهم وأعمى أبصارهم' نسأل الله أن يلهم البشرية رشدها لتعود إلى جادة الحق وأن يغفر الذنب ويرفع الكرب.