إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

مسؤولية الوالدين في التربية الاجتماعية للأبناء


  الإنسان كما يؤكد علماء الاجتماعي مدني بطبعه وهو ابن بيئته يكتسب منها هويته وانتماءه واتجاهاته السلوكية الفردية والجماعية كما يكتسب منظومة القيم الموجهة للأحكام والتصرفات. 

والأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع وفيها يتشكل الوعي الاجتماعي للأبناء ويتلقون التنشئة الاجتماعية التي قد تحدث بصورة عفوية أو بصورة قصدية مع التخطيط المسبق والمستند إلى أهداف علمية تساهم في تشكيل شخصيات الأفراد.

وتقع على عاتق الأسرة المسلمة مسؤولية  التخطيط لتنشئة اجتماعية سلمية تعمل على تحقيق التفاعل الاجتماعي الإيجابي بين أفراد الأسرة وتمتين أواصر القربى وصلة الرحم وتعزيز الشعور بالانتماء وإشباع الحاجة إلى المشاركة والتقدير، و تنمية قيم التضامن والحرية والمساواة والشورى واحترام الرأي الآخر واحترام حقوق وحريات الآخرين والعادات والتقاليد الحميدة والحوار والتربية على أنماط التعلم التعاوني والعمل بروح الفريق الواحد. 

ومن خلال التربية الاجتماعية ينقل الآباء ثقافتهم إلى الأبناء ويساعدونهم على التكيف مع المتغيرات مع الحفاظ على الثوابت. 

والتربية الاجتماعية السليمة هي تربية تواصلية يتعلم الأبناء في كنفها كيفية التعبير عن أرائهم وكيفية الدفاع عن وجهات نظرهم وكيفية اقناع الآخرين بتصوراتهم وكيفية التفاعل مع الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة.

وبواسطة التربية الاجتماعية يتعلم الفرد حدود التعامل مع الجنس الآخر والمسموح به وغير المسموح، وفي الغالب يكتسب الأبناء تربيتهم الاجتماعية بواسطة القدوة الحسنة ومن خلال المحاكاة والمعايير التي يستبطنونها بواسطة الاحتكاك بالمجتمع أومن خلال التعليم الديني أو غيره.