إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

فمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
من إيجابيات الحياة في معية الله أنها تشيع في النفس الطمأنينة والثقة مهما تلبدت الغيوم واكفهرت الآفاق واشتدت المحن والابتلاءات، ومهما عصفت الهموم فكل ذلك لا ينال من عزيمة المؤمن ولا يهز ثقته بالله شعرة واحدة ولا ينال من رباطة جأشه.
فإذا أصابته مصيبة صبر وظن بالله خيراً فما ابتلاه الله إلا ليعلمه درساً من دروس الحياة أو يلفت نظره إلى سنة من السنن الإلهية التي غفل عنها، وإذا أنعم الله عليه بنعمة شكر الله وتواضع له ولا يسمح للغرور أن يفسد النعمة.
 وهو في جميع الأحوال يحسن الظن بالله ويتعلم من دروس الاخفاقات ويستفيد من إيجابيات النجاح ويتطور باستمرار ويسير إلى الله وهو صابرٌ أو شاكرٌ محسن الظن بالله ولسان حاله لكل من حاول ثنيه عن طريق الحق، و وسوس له بأن الطريق مسدودة وأن دونها ألف شيطان وشيطان كان لسان حاله ' فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ'.
 لأنه يدرك أن ' الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة' ولا ييأس من روح الله 'أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون' ويدرك ما جاء في الحديث القدسي المتفق عليه' أنا عند ظن عبدي بي'،ورحم الله الشاعر الذي قال: 
وإني لأرجو الله حتى كأنني،،،أرى بجميل الظن ما الله صانع'.
وإحسان الظن لا يعني أن نأمن من مكر الله، فيدعي المرء حسن الظن مع الإقامة على المعاصي، فقد فرق العلماء بين حسن الظن وبين الغرور الكاذب يقول ابن القيم رحمه الله 'وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور، وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور، وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور'.
 نسأل  الله أن يجعلنا ممن أحسن الظن بربه و أتبع حسن الظن بالعمل الصالح و لا يجعلنا من المغرورين.