من سمات المؤمنين التسامي بالإيمان والتحلي بالهمة العالية والأخلاق الرفيعة والابتعاد عن الدنايا وسفاسف الأمور، و العتداد بالذات والترفع عن الشهوات الخسيسة والمآرب القذرة وتجنب مواطن الذل أو إذلال النفس للحصول على المصالح التافهة.
وهذه السمات من علامات تزكية النفس والحرص على تطهيرها وعلامات علو الهمة وعزة النفس المستمدة من العزة بالله والاستئناس به وحده، ولكن الشيطان قد يأتي للإنسان من هذه المداخل نفسها فيوسوس له أنه أفضل من الآخرين فيحتقر إخوانه وينفخ الشيطان في نفسه، فيتوهم أنه متميز على الجميع، وأن على الجميع أن يحترمه وحده من طرف واحد، وعلى الجميع أن يسمع كلامه ويتحول الاعتداد بالذات إلى إعجاب بالرأي يمنع الإنسان من التطور واكتشاف الأخطاء وتصويبها، و يمنعه من الشورى والحوار مع الآخرين والبحث عن الحكمة.
وهكذا يتحول الاعتداد بالذات إلى كبر وغرور وعائق من عوائق تطوير الذات، وسبب من أسباب دخول النار والعياذ بالله كما في صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ' لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّة من كبر! فقال رجل: إنَّ الرَّجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟ قال: إنَّ اللَه جميل يحبُّ الجمال، الكبر: بطر الحقِّ وغمط النَّاس'.