بعد أن تحدثنا في مقالات سابقة عن كيفية الاستعداد للعام الدراسي، ومع بداية العام الجديد، نتوقف اليوم أمام جزئية تتعلق بكيفية التعامل مع تلميذ السنة المدرسية الأولى سواءً كان في مرحلة التعليم قبل المدرسي الخاص برياض الأطفال أو التعليم المدرسي الرسمي.
فهذا التلميذ يواجه اشكاليات خاصة كونه ينتقل لأول مرة من جو الأسرة الداخلي إلى بيئة خارجية، و قد يفرح بها بادئ الأمر ولكنه سرعان ما يصطدم بها ويعاني مشكلات التكيف معها ويشعر بالحاجة إلى رعاية الأم؛ ولهذا تبدأ حالات التذمر من المدرسة حسب الطبيعة النفسية للطفل وطبيعة البيئة الدراسية في المدرسة، وتختلف هذه الحالات باختلاف الأسباب والسياق.
وهنا تأتي مسؤولية الوالدين في الحرص على إيلاء تلميذ السنة المدرسية الأولى اهتماماً خاصاً لمساعدته على الاستقلالية والاندماج في بيئة المدرسة وإرشاده إلى كيفية التعامل مع احتياجاته الخاصة كالحاجة إلى الذهاب إلى دورة المياه أو الحاجة إلى الأكل أو اللعب، وكيفية التعامل عند التعرض لمضايقات من زملائه.
وتأتي هنا أيضاً أهمية التعاون والتنسيق بين الوالدين وبين المدرسة والمعلم، ويفضل في هذه الأيام أن يكثر الوالدان أو أحدهما من التردد على المدرسة وإدخال الطمأنينة على الابن، وتحفيزه على المزيد من الاندماج في الجو المدرسي ومحاولة التعرف على أي مشكلات طارئة والنقاش حولها مع المعلم.
ومن الأخطاء الشائعة للتعامل مع بكاء طفل سنة أولى مدرسة أن يطلب من الأم أو الأب تركه يبكي و الذهاب، و الأصل أن يبقى أحد الوالدين حتى يطمئن حتى يتولد لدى الطفل الأمان من بيئة المدرسة و عدم شعوره بفقد والديه.