أعطى القرآن الكريم العلاقات الإنسانية الطيبة أهمية كبيرة ورتب عليها الكثير من الأجر والفوز بالجنة، فبشر الله الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس بجنة عرضها السموات و الأرض، وحثت آيات الكتاب الحكيم على العفو والتسامح ' وأن تعفوا أقرب للتقوى' وحثنا القرآن الكريم على القول الطيب' وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً'.
وقد ضرب القرآن الكريم للكلمة الطيبة أروع الأمثال' أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ' و جاءت السنة النبوية مفسرة ومبينة لأهمية العلاقات الطيبة بين الناس فجاء في الحديث الصحيح عن صاحب الخلق العظيم أنه قال إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق'.
وأشارت الأحاديث إلى أن أقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم مجلساً يوم القيامة أحسنهم أخلاقاً' وقد أكدت دراسة علمية أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد إن العلاقات الإنسانية الطيبة والصداقات الجيدة لها تأثير قوي على الحفاظ على الحالة الصحية وخاصة مع تقدم السن، في حين أن الوحدة والعزلة لها تأثير سلبي ومدمر للحياة النفسية.
وكانت دراسة ألمانية قد توصلت إلى أن العلاقات الطيبة بين الزملاء في العمل يمكن أن تزيد إنتاجية العامل الأقل كفاءة، و أن الشركات التي تقوم بتوظيف عمال يرتبطون معا بعلاقات صداقة طيبة تحقق إنتاجاً أفضل مقارنة بغيرها من الشركات الأخرى.