تحدثنا في مقالات سابقة عن مسؤولية الأسرة في تهيئة الأبناء للعام الدراسي الجديد ونخصص مقال اليوم للحديث عن مسؤولية المدرسة، لأن المدرسة إذا فشلت في الأيام الدراسية الأولى بتشكيل بيئة جاذبة للأبناء، فإن جميع جهود الأسرة ستذهب هباء منثورا.
فمهما حاول الوالدان تحبيب الأبناء في المدرسة فإن هذه المحاولات سوف تتبخر إذا عجزت البيئة المدرسية عن احتضان الأبناء وإثارة اهتمامهم وتحفيزهم للتعلم بأساليب تربوية تراعي الانقطاع الطويل في العطلة الصيفية، وتعمل على اضفاء أجواء من المرح والبهجة على عملية التعلم.
ومن الأمور المهمة تجنب الواجبات المدرسية في الأيام الأولى وتكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية المتنوعة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية في ظروف الجائحة، وتوسيع صداقات الطلبة مع بعضهم البعض وتكثيف برامج الألعاب التي يحبها الطلبة، والعمل على نقل الطلبة إلى بيئة التعلم بصورة تدريجية وصناعة اتجاهات إيجابية تجاه التعلم والمدرسة.
وفي جميع هذه الظروف سيظهر طلبة لديهم مشكلات في القدرة على التكيف مع الأجواء الجديدة ولا سيما التلاميذ الصغار الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة، وهذه الحالات بحاجة إلى متابعة خاصة من إدارة المدرسة والمتخصصين في الإرشاد التربوي والنفسي لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة الطلبة على الاندماج والتواصل مع العائلات.
وجميع هذه الخطوات لا تنجح بصورة جيدة وفاعلة مالم يتم التخطيط لها بإشراف إدارة المدرسة ومشاركة جميع المعلمين ومسؤولي الأنشطة وأخصائيي الدعم النفسي.