تحدثنا في مقال سابق على التربية على التعامل مع الرسوم المتحركة ومقال اليوم امتداد لنفس المقال فهو يتضمن دعوة للتعامل مع واقع أصبح يفرض نفسه على عالم الطفولة في ظل غياب مناهج وأدلة تربوية إرشادية للمعلمين والولدين للتبصير بكيفية التعامل مع هذا الواقع.
وكما أكدنا في مقال الرسوم المتحركة أن كل التطورات التقنية تحمل في طياتها فوائد ومخاطر في نفس الوقت، فإن الألعاب الإلكترونية تحمل في طياتها هذه الثنائية أيضاً التي تفرض على التربويين والآباء دراستها والتفكير بما تقدمه من وعود وفرص تربوية وكيفية استثمار وتوظيف هذه الوعود والفرص، وما تنطوي عليه من مخاطر وسلبيات وكيفية تلافي هذه المخاطر.
فقد أكدت دراسات علمية أجراها باحثون في جامعة أكسفورد البريطانية وغيرها أن الألعاب تؤدي إلى تحسين الصحة العقلية للاعبين وتزيد من إحساسهم بالسعادة وقد تساعد على تعزيز مهارات القراءة والكتابة والترميز والرياضيات والمنطق ومهارات التصميم والمهارات الحياتية، وتجعل اللاعبين أكثر إبداعاً وأكثر قدرة على التفوق الأكاديمي وبعض المهارات الوظيفية.
وفي مقابل هذه الإيجابيات تحذر بعض الدراسات من تأثير هذه الألعاب على الصحة النفسية وعزلها للأطفال عن العالم الحقيقي، والحيلولة دون تعلم المهارات الحركية والاجتماعية وتأثيرها على القيم والأخلاقيات وإمكانية تمثل بعض سلوكيات العنف والسلوكيات الشائنة.
وجميع هذه الدراسات تفرض على الآباء والمعلمين الوعي بهذه الايجابيات وكيفية تعزيزها والتعرف على السلبيات وكيفية تجنبها من خلال الاختيار السليم للألعاب، ووضع القوانين المناسبة، و مشارك الأبناء في هذا العالم و متابعتهم.