الجميع يدرك تأثير الصورة المتحركة على الأطفال ومدى حب الأطفال لهذه الصور، وينظر الكثير من الآباء لهذه الرسوم بحيادية ويفضلون مشاهدة الأطفال لها على مشاهدة برامج قد لا تتناسب مع مستوياتهم او تتعاض مع أخلاق المجتمع، ولكن أغلبهم لا يتساءل عن التأثيرات التربوية الإيجابية والسلبية لهذه الرسوم وكيف يمكن تعزيز الاستخدام الإيجابي وتجنب الاستخدام السلبي.
رغم أن الرسوم المتحركة قد تؤدي دوراً تربوياً يوازي دور المدرسة أو يتفوق عليه فالدراسات تؤكد أن الطلبة في العالم العربي يتعرضون لمشاهدة التلفزيون بأوقات تفوق الأوقات التي يقضونها في المدرسة وتصل إلى أكثر من عشر ساعات يومياً وتشير الدراسات الميدانية أن نسبة مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة تمثل نسبة 88% من أوقات المشاهدة.
و الرسوم المتحركة لها الكثير من الفوائد التربوية من أهمها أن الكثير من الأطفال يتعلمون اللغة العربية الفصحى من خلالها مع التنبيه إلى خطورة تفشي ظاهرة الرسوم المتحركة باللهجات الدراجة، ومن الفوائد التربوية تنمية الخيال والمعارف العلمية في أجواء من المتعة والمرح ولا سيما عند التوظيف الذكي لهذه الرسوم في نشر المعلومات الصحية والقيم والأخلاق الرفيعة.
ويظل تأثير هذه الرسوم محفوراً في الذهن حتى في مرحلة الكبر، ومعظم الكبار يتذكرون مشاهد اثرت على مشاعرهم وسلوكياتهم في فترة الطفولة من خلال مشاهدة الرسوم المتحركة وفي مقابل هذه الايجابيات، فإن لها أيضاً سلبيات ومخاطر تهدد قيم الأطفال ومنها التعرض للرسوم المترجمة من ثقافات أخرى والتي تروج لأخلاقيات وقيم تتنافي مع قيمنا و تصنع صوراً نمطية للمسلمين والعرب، فضلاً عن السلبيات المتعلقة بزيادة وقت التعرض للشاشات.
إن هذه الإيجابيات والسلبيات تستلزم أن يمتلك الوالدان خليفة تربوية تساعدهم على توجيه استخدام أطفالهم للرسوم المتحركة والحوار مع الآبناء في اختيار الأوقات المناسبة والمحتويات النافعة.
