في خضم الكوارث الطبيعية و الكوارث البيئية الناتجة عن الجوائح والأوبئة يتوجب على المسلمين بأفرادهم وشعوبهم وأنظمتهم المبادرة إلى تقديم العون ورفع الضرر وإعطاء الأولوية لذوي القربى والأكثر حاجة والأقرب إلينا فالأقرب 'وبذي القربى و اليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب' حتى تمتد يد التعاون إلى كل محتاج.
وهذا التضامن الديني والإنساني ليس فضلاً ولا عملاً خيرياً ولا هبة ولا تكرماً بل هو واجب فرضه الخالق عز وجل على كل قادر استخلفه الله على ثروة أو مال أو وهبه المواهب والقدرات، وعليه أن يقوم بواجب الاستخلاف بدون منٍّ و لا أذى ودون تحويل التضامن إلى ابتزاز سياسي أو حفلة نفاق أو محاولة استثمار الكوارث لتحقيق مكاسب سياسية.
وما تتعرض له اليوم الجزائر وتونس وتركيا من كوارث الحرائق وكوراث السيول والفيضانات و تفشي موجات السلالات الجديدة من كورونا كل ذلك يفرض على الدول الإسلامية أن تسارع إلى تقديم الدعم والمساندة بكل ما تستطيع وعلى الحكومات العاجزة عن تقديم المساعدات من ميزانيتها أن تفتح المجال للتبرعات الشعبية لتجسيد الأخوة الإسلامية والتضامن بين أبناء الجسد الواحد كما أكد ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله' مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ'
ومن المؤسف أن تبادر بعض الدول الإسلامية إلى تقديم العون لأعداء المسلمين من المحتلين والغاصبين لمقدساتنا وتتقاعس عن مساندة ذي القربى وأصحاب الملة وأخوة الدين والعروبة. نسأل الله أن يرفع الكوارث و أن يلطف بالعباد، وأن يعيننا على القيام بواجباتنا في التضامن والمساندة للمتضررين والمحتاجين.