تشهد هذه الأيام الكثير من دول العالم موجات حرارة عالية وصلت في بعض الدول العربية والإسلامية إلى اشتعال حرائق واسعة النطاق كما هو الحال في تركيا والجزائر وتونس، وفي هذه الأجواء يجب أن يتذكر المسلم يوماً أشد حراً لن يجد فيه مستظلاً يظله ولا أدوات التكييف، ولا يظله فيها إلا عمله إذا كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ونحن هنا لا نتحدث عن نار جهنم التي جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عن رسول الله صلى الله لعيه وسلم أنه قال 'ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنم'. ولكن قبل نار جهنم، في يوم العرض تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ويشتد الحر و يلجم الناس بالعرق كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله يقول: 'تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا' قال: وأشار رسول الله بيده إلى فيه. تلكم نارُ الآخرة، وذاك حرُّ الموقف، فأين المتقون؟' .
وبغض النظر عن كون الإلجام هنا على سبيل الحقيقة أو المجاز فإن المشهد الذي يصوره الحديث يرسم صورة بالغة لشدة الحر في ذلك اليوم العظيم الذي يسبق حر جهنم وما أحوجنا هذه الأيام إلى تذكر قوله تعالى 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ' نسأل الله أن يجعلنا من المتقين و أن يقينا جميعاً من حر يوم العرض ومن حر جهنم.