توقفنا في مقال الأمس عند موضوع التربية على محاسبة الذات بين يدي رحيل العام الهجري ومع اقتراب حلول العام الجديد، وركزنا في المقال على المحاسبة الإيمانية لأنها الأساس التي يبني عليها المسلم جميع أنواع المراجعات في حياته.
ومراجعة الذات وإعادة التأمل في مسار الحياة من حولنا وتقييم نتائج الجهود السابقة ومحاولة التفكير بأساليب جديدة ومختلفة كل هذه السمات سمات إيجابية والقرآن الكريم يحثنا على التغيير الذي يبدأ بتغيير الذات وتغيير التصورات والأفكار وينعكس بعد ذلك على السلوك' إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم'.
ومهارة التقييم الذاتي مهارة أساسية يجب أن يتعلمها الإنسان من مرحلة مبكرة حتى تترسخ وتتحول إلى ثقافة وبدون ثقافة المراجعة فإن الإنسان سيظل يكرر أخطاءه باستمرار وربما يتأقلم مع هذه الأخطاء ويظن أن هذا هو قدره وأن هذه هي إمكانياته بل إن بعضهم يقع في خطأ كبير فيتعلل بالقضاء والقدر.
ومع أن القضاء والقدر حق ولكن القدر لا يلغي إرادة الإنسان وقد علمنا القرآن الكريم ضرورة تحمل الإنسان للمسؤولية وإعادة سبب أي اخفاق إلى أنفسنا' أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم' إن مراجعة النفس هي عودة إلى الله ومحاولة اكتشاف النواميس والقوانين التي وضعها الله والاستفادة منها، وقد أكد لنا القرآن أن الله سخر لنا ما في السماوات والأرض ودعانا إلى التأمل في الآفاق والأنفس وتجديد النظر أكثر من مرة.