يومان أو ثلاثة أيام وتطوي السنة الهجرية 1442 أيامها ويحل علينا عام جديد، وقد جعل الله تعاقب الليالي والأيام مناسبة لمن أراد أن يتذكر ويحاسب نفسه على ما فرط في جنب الله أو أراد أن يشكر الله على نعمة العمر والهداية إلى العمل الصالح والصراط المستقيم 'وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا'.
ومع أحوجنا في وداع العام الهجري المتأهب للرحيل إلى محاسبة أنفسنا اليوم قبل أن نحاسب غدا' يوم تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا' وما أحوجنا إلى تجديد التوبة اليوم قبل أن يحال بيننا وبين التوبة غداً ' وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ' فلنبادر إلى تجديد المحاسبة اليوم قبل الغد ونسارع إلى التوبة ونحن في تمام الصحة والعافية ولنشكر الله على ما وفقنا إليه من أعمال صالحة.
وكما أن مناسبة وداع عام واستقبال عام جديد فرصة للمراجعة الذاتية فهي أيضا فرصة للنظر في أحوال أمتنا، والهجمات الشرسة التي تتعرض لها مقدساتنا وقضايانا العادلة وحريات الشعوب والتفكير بآليات جديدة للتعامل مع هذه التحديات، وتوريث الدفاع عن قضايا الأمة وهويتها ومشروعها الحضاري للنهوض بالأجيال الجديدة والأجيال القادمة .
نسأل الله أن يجعل العام الراحل مرتحلاً بذنوبنا و تقصيرانا وأن يعيننا على تعمير العام المقبل بالعمل الصالح وأن يجعله حافلاً بالبشائر.