من أنماط التربية التي نحتاج إليها في هذا العالم المحفوف بالكثير من ضغوط الحياة والتعقيدات والصراعات نمط التربية على ردود الأفعال الذكية تجاه الاستفزازات و في ظل المحاولات المحمومة من أعداء الأمة وأعداء المسلمين إلى دفعنا إلى ردود أفعال غير محسوبة، والتربية على ردود الأفعال الذكية تستلزم إعداد نفسي وفكري وإيماني، حتى لا يستخفنا الأعداء لردود أفعال هوجاء.
والتربية على ردود الأفعال الذكية تعني التربية على ما كان يسميه العرب برباطة الجأش وسرعة البديهة و الفراسة وحسن التقدير وسداد الرأي وهذه الصفات إذا كان كلها أو بعضها صفات مكتسبة من البيئة عند البعض فإنها تحتاج عند غيرهم إلى تدريب على الصبر والتأني والتفكير بالعواقب قبل أي ردة فعل، و العمل على تحليل البيئة من جميع الجوانب الداخلية والخارجية لمعرفة نقاط الضعف والقوة والفرص والتهديدات وتحديد الاستراتيجية المناسبة التي على ضوئها لا نكتفي فقط بردود الأفعال الذكية ولكن نصنع الفعل الذكي الذي يخدم الغايات والأهداف.
وفي جميع الأحوال فإن التدرب على التفكير بردة الفعل قبل الاستسلام للمنطق العفوي سيعمل على تحسين نوعية ردود أفعالنا ويجعلنا نشعر أن الردود في أيدينا و نستطيع أن نتحكم بها نحن كما نشاء أو نحتفظ بها أو نبدلها، وفي كل مرة تتحسن قدراتنا على مواجهة الأفعال المستفزة بردود أفعال ذكية ومسؤولة.