أكدنا في الجزء السابق من هذا المقال أن أول خطوة في تربية الأبناء على التحكم بغضبهم تبدأ من تأهيل الوالدين أولاً لهذه التربية وكيفية التحكم بغضبهما تجاه الأبناء أو حتى تجاه بعضهما أو تجاه الآخرين لأن طريقة تصرف الوالدين أثناء الغضب تتحول إلى نموذج أعلى يتعلمه الأطفال وقد ركزنا بشكل خاص في المقال السابق على التأثير السلبي لتفريغ الوالدين غضبهما على الأطفال وأكدنا أن الوعي بخطورة تأثير الغضب على الأبناء هو بداية الحل وأشرنا إلى أهمية ذكر الله في إعادة الطمأنينة والسكينة للإنسان والتأمل والاسترخاء.
وفي مقال اليوم نستكمل بعض الآليات التي تمكن الآباء من السيطرة على أعصابهم وعدم تفريغ الغضب على الأبناء ومنها الحرص دائماً على التوقف للتفكير قبل أي رد فعل، وهذا الأمر مهم للغاية ويجب أن يتحول من خلال التمرن عليه إلى روتين وسلوك مكتسب، وهذا التفكير كفيل بتحسين طريقة ردة الفعل على أي سلوك مستفز.
وأثناء هذا التوقف يجب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وأخذ نفس عميق والتفكر بالفعل المناسب الذي يؤدي إلى الحل ولا يعقد المشكلة، ولا ينبغي اتخاذ أي قرار إذا شعرنا أن الغضب ما يزال يؤثر علينا.
ولكي نفكر بطريقة تربوية يجب أن نتذكر أن انزعاجنا من تصرف الابن لأننا نريده أن يكون أفضل و ليس لأنه آذى أشخاصنا، و أن الغرض من ردة الفعل هو تعليمه و تنميته و ليس الانتقام منه.
ثم يمكننا التعبير الهادئ عن غضبنا بصوت منخفض، وإذا كان السلوك الذي ارتكبه الابن يسبب للوالدين الشعور بالإحراج أمام الآخرين عليهما أن يتذكرا أن الآخرين أيضاً لهم أبناء ويرتكبون حماقات ومحاولة التماس العذر.
وإذا شعرنا أننا قد استعدنا توازننا علينا أن نحاول معالجة الموقف بعتاب للطفل مع إشعاره بحبنا له ومساعدته على اكتشاف الخطأ والاعتذار بنفسه حتى يكون ما حدث درساً وحتى يتعلم منا كيفية ضبط أعصابه في مواقف مماثلة.