التحكم بالغضب من أهم المهارات الحياتية التي يحتاج إليها الكبار والصغار، وكما يحتاج إليها الآباء في مواقف الحياة المختلفة فإنهم يحتاجون إليها أكثر عند التعامل مع الأبناء لأن عدم تحكم الآباء بغضبهم في التعامل مع الأبناء وافراغ مشاعر الغضب نحوهم بصورة سلبية وغير مدروسة تؤدي إلى نقل سلوك التفريغ عن الغضب من الآباء إلى الأبناء، فيتعلم الأبناء هذا السلوك تلقائياً.
ولهذا فإن أول خطوات التربية على التحكم بالغضب تبدأ بتعلم الوالدين كيفية التحكم بغضبهما عند التعامل مع الأبناء ولا سيما عندما يرتكب الطفل أي خطأ فينفجر غضب الوالدين أو أحدهما في وجهه بطريقة عصبية وقبل محاولة تفهم أسباب الخطأ، فقد يكون الطفل لا يدرك أن ما فعله خطأ، أو يشعر أنه خطأ بسيط أو يشعر أنه كان لابد له من ارتكاب الخطأ حسب تقديره أو لم يتمكن من تجنب الخطأ بسبب محدودية قدراته أو طريقته البسيطة في التفكير.
وقد أشرنا في مقال سابق إلى أهمية تثقيف الوالدين لأنفسهما بثقافة علم نفس النمو حتى لا يقع الوالدين في مثل هذه الأخطاء ونحن نتحدث هنا عن حالات غضب الوالدين شبه الطبيعة تجاه الأبناء، فهناك أيضا انفجار لمشاعر الغضب تعود إلى الأحوال النفسية للوالدين أنفسهما، فقد يمران أو يمر أحدها بموقف حياتي يسبب التوتر والقلق ولا يتحمل الوالدان في هذه الحالة أي تصرف غير مرغوب من الأبناء وينفجران غضباً في وجوه الأبناء لأتفه الأسباب لتفريغ حالة الاحتقان والتوتر.
والوعي بهذه الحالة هو بداية العلاج، ويأتي بعدها محاولة الاسترخاء واللجوء إلى الوضوء والصلاة والتأمل الروحي، والتدرب على مهارات التحكم بالانفعالات وللحديث بقية.