إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

التواصل في معية الله
نتوقف اليوم مع أعظم أنواع التواصل وأهمها على الإطلاق وهو تواصل المخلوق بالخالق وتواصل العبد بالمعبود، والتواصل مع القوة المنشئة للوجود والرعاية له والمدبرة والتي تمسك السموات والأرض أن تزولا والكون كله بقبضته.
والتواصل بالله يستلزم الذكر الدائم القلبي واللساني والعملي والاطمئنان بذكر الله' ألا بذكر الله تطمئن القلوب' والتواصل استشعار دائم لمعية الله عز وجل فلا يتسلل إلى القلب الحزن، ولا يدركه اليأس اقتداء بنهج الأنبياء في تواصلهم برب السماء' قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ' ' لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا '.
وهذا الاستشعار يترتب عليه الثقة والتوكل على الله وعدم الخوف فالله معنا يسمع ويرى' قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ' فالتواصل استشعارٌ للحضور الإلهي في خلواتنا وفي لقاءاتنا وفي تناجينا فالله معنا أينما كنّا' مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا'.
ولكن هذا التواصل مع الله واستشعار المعية ليس مجرد شعور بارد لا يترتب عليه شيء، فالله معنا إذا كنا معه والتزمنا أوامره بالعبادة ونصرة الدين والإنفاق في سبيل الله والكفاح من اجل الإسلام' وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً'.
نسأل الله أن يوفقنا إلى التواصل الدائم معه و الحياة في معيته، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.