إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

التربية على القيم الكبرى في خطبة الوداع
 أودع النبي صلى الله عليه وسلم خطابه الأخير أهم النصائح التي استشعر حاجة الأمة إليها وكان مدركاً أن هذا الخطاب هو الخطاب الأخير كما بين ذلك في قوله ' أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا' بعد التأكيد على القيمة الأولى من قيم الإسلام الكبرى وهي قيمة التقوى 'أوصيكم عباد الله بتقوى الله'.
 وبناء على قاعدة التقوى أنطلق ليؤكد على بقية القيم الكبرى التي تتعلق بحفظ النفس وحفظ الأموال 'إنَّ دماءَكم، وأموالَكم حرامٌ عليكم، كحرمةِ يومِكم هذا، في شهرِكم هذا، في بلدِكم هذا'.
 وصيانة الدماء والأموال وكرامة الإنسان تستلزم التخلص من العادات الجاهلية التي تؤدى إلى سفك الدماء بالثارات واستغلال الأموال في ابتزاز المحتاجين بواسطة الربا 'ألا وإنَّ كلَّ شيْءٍ من أَمْرِ الجاهلية تحت قَدَمَيّ مَوْضوعٌ ودماء الجاهلية مَوْضُوَعةٌ.. وإنَّ رِبَا الجَاهِليّة مَوضوعٌ'.
ولم تتجاهل خطبة الوادع التأكيد على احترام حقوق النساء' إن لنسائكم عليكم حقًّا، ولكم عليهن حقٌّ' إلى قوله 'فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهنَّ خيرًا'.
وفي الخطبة تأكيد على قيمتي الأخوة والمساواة' إنما المؤمنون إخوة' 'أيها الناس: إن ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحد، كلكم لآدمَ، وآدمُ من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على عَجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد'. 
ولا سبيل اليوم للأمة للعودة إلى سالف مجدها إلا بالعودة إلى هذه الوصايا العظيمة وترسيخ التقوى وحرمة الدماء والأموال والتحرر من عادات الجاهلية المتخلفة التي تنتهك كرامة الإنسان وتسمح بالاستغلال واحترام حقوق المستضعفين من الرجال من النساء والأطفال وترسيخ الأخوة والعدالة والمساواة.