إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

روضة الذكر في رحاب ذي الحجة
 ما أحوجنا في خضم هذه الحياة إلى طمأنينة القلب في عالم يموج بالقلق والجائحات والحروب والأهلية والصراعات والأزمات النفسية، ومن نعم الله على المؤمنين تسهيل طريقهم إلى الطمأنينة التي يجدونها في ذكره' الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ'.
و نحن في أيام من أفضل الأيام التي يستحب فيها الذكر، والذكر يكاد يكون العبادة التي أمرنا الله بالإكثار منه في نصوص كثيرة وفي مواطن مختلفة وتأملوا الحق سبحانه 'إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما' فقد جاءت كلمة كثيراً بعد عبادة الذكر فقط لأنه العبادة التي يمكننا ممارستها في جميع الأحوال، ولأنها العبادة التي تجعلنا على صلة دائمة بالله عز وجل. 
والذكر المطلوب لا يعني اعتزال الحياة للذكر ولكنه يعني خوض معركة الحياة ونحن نذكر الله كثيرا، فقد أمرنا الله بالذكر أثناء الجهاد ومواجهة العدو لتثبيت قلوبنا على الصمود والمرابطة في سبيل الله' يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم ترحمون' وأمرنا بالذكر ونحن ننتشر في الأرض لعمارتها ابتغاء فضل الله' فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون'.
نسأل الله ألا يجعلنا من الذين' استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون' وأن يجعلنا من العاملين بالنهي الوارد في قوله تعالى 'وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا'