من منغصات العطلة الصيفية عند الكثير من الأسر والأبناء أخبار الرسوب في نتائج الامتحانات التي تتوالى على مدار العطلة الصيفية بحسب اختلاف المراحل التعليمية فيكف نتعامل مع هذه المشكلة؟ والتي قد يتفرع منها مشكلات كثيرة منها على سبيل المثال عدم اكتراث بعض الأبناء بنتيجة الفشل، وفي المقابل صدمة بعض الأبناء من الفشل وخوفهم من نظرة المجتمع لهم.
ومن المشكلات التي تظهر خلال إعلان النتائج أحياناً أن يكون أحد الأبناء ناجح بتفوق والآخر راسب وتتحير الكثير من الأسر في كيفية التصرف في هذه المواقف.
وسنركز حديثنا هنا على كيفية التعامل مع الابن الراسب والذي يشعر بالصدمة والألم من تجربة الرسوب فمثل هذا الابن يعيش في وضيعة نفسية صعبة قد يساهم الوالدان في تعقيدها وقد تؤثر هذه التجربة على حياته بصورة عميقة وتترك أثراً يلازمه طوال حياته.
ومن هنا يأتي دور الوالدين في محاولة السيطرة أولاً على مشاعرهما والتفكير العقلاني بحالة الابن ومحاولة استكشاف ما يشعر به من حزن وتأنيب وحالة التيه المصاحبة للخوف والقلق والشعور بالخسارة ولا سيما عند مشاهدة فرحة بقية الأبناء أو الأصدقاء.
ومن أهم ما يقلق الابن في هذه المرحلة نظرة والديه له، وليس المطلوب من الوالدين اخفاء حزنهما من نتيجة الرسوب ولكن ينبغي إشعار الابن أنهما مع حزنهما من النتيجة لا يفقدان ثقتهما في الابن وأنه قادر على تصحيح الأخطاء وتجاوز الصعوبات.
ومن هنا تأتي أهمية تشجيع الابن الراسب على أن يبارك لأخيه الناجح، وأن يحاول بالتعاون مع الوالدين التفكير في الاستفادة من تجربة أخيه وغيره من الناجحين وأن يفكر في المستقبل بدلاً من التحسر على ما فات وأن يستمتع بالعطلة الصيفية مع تنظيم وقته للمذاكرة في الامتحانات التكميلية أو الموسم القادم.
ويجب أن يفهم الوالدان أن هناك فروقات فردية بين الأبناء تتحكم بها ظروف معقدة، منها ما يكون من موهبة لدى بعض الأبناء في مواد دراسة و في نفس الوقت قد تكون هي نقطة الضعف لدى الابن الآخر، و هذا من الرزق الذي وزعه الخالق سبحانه، فعلينا ملاحظة هذه الفوارق ومساعدة الأبناء على الاستفادة من خصائصهم الإيجابية وتجاوز القصور والسلبيات .
