بعد أربعة أيام ستدخل علينا الأيام العشر من ذي الحجة وهي أيام عظيمة القدر للعمل الصالح فيها أجر عظيم، فقد جاء في الحديث الصحيح 'ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء' .
وهذا لاستفسار من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن رجحان العمل الصالح في عشر ذي الحجة على الجهاد وتأكيد النبي عليه الصلاة والسلام على أنه يفوق الجهاد باستثناء التضحية بالنفس والمال يعطي دلالة عظيمة وكبيرة عن أهمية هذه الأيام المباركات والتي تتوافق مع موسم أداء فريضة كبيرة وركن من أركان الإسلام.
وهذه المكانة والأهمية تفرض على المؤمن الحق الحريص على التعرض لنفحات الله، التخطيط للعمل الصالح في هذه الأيام المباركة.
ولا ترد نصوص معينة في تحديد ماهية الأعمال الصالحة المطلوبة باستثناء صيام يوم عرفة لغير الحاج، والأمر بذكر الله في الأيام المعلومات 'وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ' والاكثار من التهليل والتكبير والتحميد 'ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ'.
ومفهوم العمل الصالح مفهوم شامل يشمل العبادات الفردية وفروض الكفاية الحياتية والعبادات الاجتماعية المتعدية النفع، وعدم التحديد يفرض علينا الاجتهاد في البحث عن الأعمال الصالحة الأكثر أهمية في محيطنا الاجتماعي في صلة الأرحام والإنفاق على المحتاجين والمشاركة في الأعمال التطوعية.