مع دخول شهر تموز يبدأ المنحى التصاعدي في أيام الحر الشديد حتى نصل إلى قلب الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتصل درجة الحرارة في بعض البلدان إلى درجات مرتفعة تشتعل فيها الغابات ونسمع عن أخبار وفيات في بعض الدول نتيجة الحر الشديد.
وفي هذه الأجواء التي نبحث فيها عن الظل وأجهزة التكييف يجب أن نتذكر أننا سننتقل إلى أيام شديدة الحر كما صح في الحديث ' تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ' وفي تلك الإيام لا ظل إلا ظل الله ولا أجهزة تكييف غير صالح أعمالنا في الدنيا وما أحوجنا فيها إلى أن نكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء صحيح البخاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: 'سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ'.
وما أحوجنا إلى نتذكر في فصل الصيف هذه الصفات كلما بحثنا عن الظل أو احتجنا إلى التكييف، حتى نعمل على تأمين الظل والتكييف في أيام تغيب فيها التكنولوجيا البشرية ولا ينفعنا فيها غير صالح الأعمال.