تتوفر في العطلة الصيفة فرصاً كبيرة لأنواع مهمة من التربية التي لا تنال حظها الكامل بين جدران المدرسة، وفي الغالب تقتصر التربية المدرسية على التربية المعرفية وبعض المهارات المحدودة، ولا تنال التربية الأخلاقية حقها في زحمة المواد والأنشطة الدراسية، ولا يجد الوالدان في المنزل الوقت الكافي لهذا النمط من التربية في ظل انشغال الأبناء بواجباتهم الدراسية، ولكن العطلة الصيفية تساهم في تهيئة الأجواء للتربية الأخلاقية في واقع الحياة العملي.
فمن خلال تعامل الآباء مع الأبناء في الأعمال المنزلية والتطوعية وفي العبادات وفي الأعمال التجارية وخلال اللعب والتنزه والتواصل الاجتماعي وفي جمع هذه المواقف الحياتية تتباين تصرفات الكبار والصغار، وتظهر معادن الناس وأخلاقهم، ويتعلم الناس الكثير من الدروس من هذه الوقائع التي تترك آثاراً عميقة على حياتهم أكثر من تأثيرات الدروس الأخلاقية في غرفة الدراسة البعيدة عن معترك الواقع اليومي.
ولهذا من المهم تخطيط الآباء لكيفية متابعة تصرفات الآبناء خلال هذه المواقف المختلفة في العطلة الصيفية ومحاولة تقييمها وتقويمها بأساليب تربوية راقية تعتمد على الحوار مع الأبناء حول بعض التصرفات السلبية وتشجيع الأبناء على استنتاج أخطاء هذه التصرفات بأنفسهم واقتراح التصرفات البديلة والبحث عن القصص التربوية ونماذج القدوات الحسنة التي تعالج بعض السلوكيات السلبية التي يتم رصدها وعرضها على الأبناء وطلب تلخيص الدروس المستفادة منها وتنظيم الأنشطة الهادفة إلى معالجة بعض السلوكيات، والتدرب على أخلاقيات التعامل اليومي.