ليس في ثقافتنا العربية والإسلام الاحتفاء بيوم الأب، ومع ذلك لا تكاد توجد ثقافة تحترم مكانة الأب والأم كالثقافة الإسلامية، فللوالدين قدسية خاصة ومكانة سامية في الإسلام، وموضوعنا اليوم عن الأب ولأن الأب أحد الوالدين فقد وضع القرآن الكريم مكانة الإحسان إليه مع الأم في مكانة سامية لا تدانيها أي مكانة فجعلها في المرتبة التي تلي مرتبة عبودية الله.
وهل هناك منزلة أعظم من هذه المنزلة ؟!'وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا' بل إن النص القرآني استطرد في شرح تفاصيل الإحسان بصورة عجيبة' إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما'.
والإشارة إلى المزيد من الاعتناء بالوالدين في مرحلة الكبر إشارة بالغة الأهمية ولا سيما في ظل شيوع ثقافة إيداع الآباء في دور العجزة في ثقافات أخرى، ولم يأمرنا القرآن الكريم بالتذلل لغير الوالدين فقط 'واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا'.
وحتى في حالة اختلاف العقيدة وعند كون الأب أو الأم على دين أخر، ويحاولان مجاهدة الابن على الخروج من الدين والشرك بالله فإن القرآن الكريم يرشدنا إلى التعامل السليم مع هذا الموقف بعدم طاعتهما في ترك الدين وفي نفس الوقت الإحسان إليهما والمعاملة بالمعروف قدر الامكان' وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا'