نعيش هذه الأيام نسائم أيام الحج التي اقتربت روائحها العطرة مع دخولنا الشهر الثاني من أشهر الحج والشهر الأول من الأشهر الحرم ويربط القرآن الكريم في أكثر من موضع بين شعيرة الحج وبين استشعار التقوى 'الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ'.
وحين لفت القرآن الكريم أنظارنا إلى أهلة الأشهر القمرية وفائدتها أشار إلى أنها مواقيت للناس والحج وأن حقيقة البر هي التقوى' يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون' ' وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى '.
وتكررت الإشارة إلى التقوى عند الإشارة إلى جميع شعائر الحج عند بيان فدية الأذى وهدي التمتع وأحكام الإحرام وغير ذلك قال تعالى' وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ' ' وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ '' لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ'.
فما أحوجنا في أشهر شعيرة الحج ومع هبوب نسائم أيامه العطرة إلى استشعار التقوى وأن نحج بقلوبنا إلى الله ونعظم شعائره.
ومع هبوب نسائم الحج واقتراب أيامه نتذكر جميع مقدسات المسلمين ونتذكر قبلتنا الأولى وتتشوف قلوبنا إلى الصلاة في المسجد الأقصى بعد تحريره بإذن الله.