يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي للبيئة في ظل معلومات إحصائية تشير إلى أن كوكبنا يفقد سنويا أكثر من 4.7 مليون هكتار من الغابات، وأنه ما يقرب من 80 في المائة من مياه الصرف الصحي في العالم يصب في محيطاتنا وأنهارنا دون معالجة وأن العالم فقد من الأراضي الرطبة الصالح للزراعة ما يقرب من 87 في المائة منها في الـ300 عاما الماضية. فضلاً عن مهددات كثيرة تتعلق بمخلفات الصناعة ونحوها.
وأمثال هذه التهديدات تجعلنا نستوعب أكثر الإشارات القرآنية المتكررة إلى خطورة الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل' وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ' وتجعلنا نستوعب أكثر لماذا تكرر النهي عن الفساد في الأرض على لسان الأنبياء حتى كاد أن يكون النهي عن الفساد في الأرض قرين النهي عن الشرك والدعوة إلى التوحيد' وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا' ' وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ'
لقد هيأ الله هذا الكوكب للحياة الإنسانية وأودع فيه كل مقومات البقاء'وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ' واستخلف الخالق عز وجل البشر في الأرض لعمارتها والحفاظ عليها وتحمل مسؤولية عدم الافساد فيها بموجب حرية الإرادة وأمانة التكليف والحفاظ على البيئة مسؤوليتنا جميعاً ومن واجبنا تربية أنفسنا وأبنائنا على السلوكيات الصديقة للبيئة.