تأتي منزلة الإحسان بعد منزلتي الإسلام والإيمان، فإذا أسلم المؤمن وجهه لله تأتي أهمية الإحسان في التسليم باستشعار المعية الإلهية' بلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ' ' وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ' 'وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ'.
وإذا كانت السنة النبوية قد وصفت الإحسان بأنه عبادة الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا فقد فصل القرآن الكريم الكثير من صفات المحسنين فمن صفاتهم أنهم فرسان في النهار رهبان في الليل حريصون على فعل الخير حيث جاء ذكر فروسيتهم وصبرهم وثباتهم في قوله تعالى ' وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ'.
وجاء وصف رهبانيتهم في الليل وحرصهم على عمل الخير وتأملهم في آيات الله في الآفاق وفي أنفسهم وتوكلهم على الله في قوله تعالى 'إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ *وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ'
نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.