إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

تهيئة الأجواء لامتحانات الأبناء
 إذا كانت امتحانات المرحلة الأولى من الابتدائية قد بدأت في بعض الدول فقد اقترب موعدها وموعد امتحانات المراحل الأخرى في دول أخرى.
ورغم تحفظي على منهجية الاختبارات في المدارس إلا أنه و من باب التعامل مع الواقع في هذه الأيام يتوجب على الأسرة توفير الأجواء الصحية للأبناء لمساعدتهم على اجتياز الامتحانات، وعلى أولياء الأمور التفكير جيداً في كيفية توفير الأجواء المناسبة، فبعض أولياء الأمور  ومن واقع حرصهم على تفوق ابناء يبالغون في تأكيد أهمية الامتحانات والحث على مذاكرة الدروس وإعلان حالة الطوارئ  بصورة تؤدي إلى زيادة درجة القلق والهلع عند الأبناء في الوقت الذي يعاني فيه الأبناء من التوتر الداخلي ومن هنا تأتي أهمية الموازنة بين عملية التحفيز على الاستذكار وبين توفير أجواء الطمأنينة والهدوء النفسي للأبناء وتخفيف درجة التوتر والقلق.
 و تهيئة الأجواء الصحية للأبناء أيام الامتحانات لا تستلزم تضخيم قيمة الامتحانات حتى لا يربط الأبناء بين نظرتهم لأنفسهم  وتقديرهم لذواتهم، وبين نتائج الامتحانات، فالأفضل توضيح طبيعية الامتحانات كما هي باعتبارها أداة لتقييم التعلم لمعرفة ما تم اكتسابه من المعرفة وجوانب النقص التي تستلزم بذل الجهود التعويضية في المراحل اللاحقة، والأفضل أن يتم التوضيح أن الامتحانات لا تعد بالضرورة الوسيلة المثلى لتقييم التعلم فأحيانا تلعب الصدفة دورها في اختيار الأسئلة، وأحيانا لا تقيس الأسئلة الجانب الجوهري من عملية التعلم وبالتالي فلا يجب على الأبناء أن يرتبط تقييمهم لأنفسهم في ضوء نتائج الامتحانات فالمهم هو التعلم وليست النتائج.
وهناك أنظمة تعليمية تستبعد نظام الامتحانات في مراحل معينة من التعليم، والمهم رغبة الطالب بالتعلم وحبه للتعلم و إقباله على التعلم الذاتي واكتساب المهارات والمعارف . 
نتمنى أن يتفهم أولياء الأمور هذه المتطلبات في هذه الأيام ومساعدة أبنائهم على اجتاز فترة الامتحانات بسلام وهدوء و بروح المثابرة الإيجابية في نفس الوقت.