مضت ليلة السابع والعشرين من رمضان وقد اجتهد فها من اجتهد وقصر فيما من قصر، وعلى المجتهد عدم الركون، وعلى المقصر عدم اليأس، فرغم تظافر الاجتهادات التي تشير إلى ليلة السابع والعشرين، فإن الأرجح أن ليلة القدر غير محددة وأن التماسها مطلوب في جميع الليالي الوترية.
وقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم التوجيه بالتماسها في ليلة التاسع والعشرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ! وعسى أنْ يكونَ خيرًا لكم، فالْتمِسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ'
وقد سبق أن نبهنا إلى اختلاف طرق تحديد الشهر في العالم الإسلامي وما تزال الليلة القادمة مثلاً في بعض دول العالم الإسلامي هي ليلة السابع والعشرين، وعلى المسلم أن يحرص على التشمير للعبادة فيها أيضا وفي بقية ليالي الشهر المبارك، فكلها من الليالي المباركة والمرجوة لالتماس ليلة القدر.
وننبه هنا إلى أن التماس هذه الليلة باعتبارها ليلة تطهير دون العزم الصادق على التوبة هو التماس المتبطلين كما يفعل ذلك بعض العصاة الذين ينغمسون في الذنوب والمعاصي ويبيتون القيام بعمرة أو حجة لمحو سجل الذنوب ولا يبيتون النية على التوبة الصادقة، ولا شك أن باب التوبة مفتوح' قُل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفرُ الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم' ولكن التوبة الحقيقية تعني صدق النية على الإقلاع عن المعاصي وتغيير العاصي لمسار حياته والندم على ما فات والعزم على عدم العودة وهذه التوبة مطلوبة من الجميع وهي سر فلاح المؤمنين' وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ' نسأل الله أن يجعلنا من التوابين ويجعلنا من المتطهرين، وأن يثبتنا على العمل الصالح.