أيام قليلة ويطوي الشهر المبارك أيامه ولياليه وسيقف كلٌ منا بعد ذلك أمام حصاد هذه المحطة التربوية الشهرية في حياته وهل ساهمت في إعداده لمعركة الحياة الكبرى والعمل الصالح في الدنيا والفوز بالآخرة ، أم أنه خرج من هذه المحطة كما دخل!
وقبل أن نقف موقف الحسرة والندامة في آخر الشهر ما يزال المجال مفتوحاً أمامنا لنخوض معركة إصلاح النفس في هذه الدورة الرمضانية النادرة فالطريق إلى إصلاح الواقع كله يبدأ من إصلاح النفس وكل من يتمنى إصلاح الواقع قبل أن يقتحم هذه الخطوة فهو يغالط نفسه بأحلام العاجزين، فلن يأتي التغيير في قفص من ذهب لمن يتمنى على الله الأماني ولا يجاهد نفسه الجهاد الأكبر ،الجهاد الذي لن يفلح الإنسان إذا لم يتجاوزه بنجاح' قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا'.
ومن لا يستثمر الأيام المتبقية من هذا الشهر المبارك ويجعل ختامه مسك ويعلنها ثورة على نفسه ويسعى لكي يفوز بليلة القدر التي تغير مصيره ومسار حياته؛ فإنه سيندم حين لن ينفع الندم ويتحسر على ما فرط في جنب الله ويتمنى عودة الأيام ولن تعود، ومن يفشل في معركة إصلاح نفسه فهو في غير ذلك أعجز.
نسأل الله أن يعيننا على استثمار ما تبقى من الشهر الكريم في إصلاح أنفسنا وأن يجعل ختامه مسك.