مرت ليلتان من الليالي الوترية التي يترقب فيها البعض ليلة القدر، وقد تحدثنا في مقال سابق أن الترقب ينبغي أن يكون في جميع الليالي العشر لأننا لا نستطيع الجزم الدقيق بتحديد الليالي الوترية بسبب اختلافات المطالع ولأن ليلة القدر لا تكون إلا ليلة واحدة حسب الأرجح من كلام العلماء.
وها نحن في مرحلة الترقب الأخير في الأسبوع الأخير من رمضان المبارك ونشير هنا إلى أهمية هذه الليلة المباركة التي لا تتوقف عند كونها ليلة نزول القرآن الكريم، ولا عند كونها خير من ألف شهر، ولا عند كونها سلامٌ هي حتى مطلع الفجر، ولا يتوقف فضلها عند ما جاء في الحديث أن من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، فهي بالإضافة إلى ذلك الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم' إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين* فيها يٌفرق كل أمر حكيم' قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد : هي ليلة القدر يفصل فيها كل ما في العام المقبل من الأقدار والأرزاق والآجال وغير ذلك ، ويكتب ذلك إلى مثلها من العام المقبل.
وهذه الأهمية البالغة التي تجتمع لليلة القدر لا ينبغي أن يفوتها مؤمنٌ عاقل يرجو الآخرة ورضا الله وسعادة الدارين. نسأل الله أن يوفقنا إلى قيام هذه الليلة وأن يكتب لنا ولأمتنا فيها من كل أمر رشدا ويجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.