تحدثنا في مقال سابق عن أهمية وكيفية الاستعداد المبكر للعشر الآواخر من رمضان ونتحدث في وقفة اليوم عن أهمية التشمير للعبادة في جميع أيام هذه العشر دون استثناء، وكنا قد تطرقنا في المقال السابق إلى ما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت عليه العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله والحديث المتفق عليه عن التماس ليلة القدر في هذه العشر وفي الوتر منها على وجه أخص، وهنا نود أن نشير أنه بسبب اختلاف المطالع والجدل حول صحة الرؤية العينية والرؤية الفلكية في تحديد بداية الشهر فإن الشك يتطرق إلى تحديد ماهية الأيام الوترية والزوجية وهذا يفرض ضرورة الاجتهاد في جميع الأيام العشر فالأيام الوترية في بعض الدول الإسلامية هي زوجية في دول أخرى فعلى سبيل المثال في هذا العام فإن الأيام الزوجية في سلطنة عمان والمغرب هي أيام وترية في بقية الدول العربية، وهذا الاختلاف يفرض ضرورة التشمير وتحري ليلة القدر في جميع العشر الأواخر بلا استثناء فليلة القدر حسب الراجح من كلام العلماء هي ليلة واحدة ولا تتكرر فقد توافق ليلة زوجية في دولة ولكن هذه الليلة ليلة وترية في دولة أخرى وقد أخفاها الله رحمة بنا ليدفعنا إلى الاجتهاد والتشمير في جميع أيام وليالي العشر وهي أيام قلائل مقارنة بفضلها وتستحق النفير والاجتهاد وتهيئة الأجواء الأسرية لهذه الليالي كما كانت عادة القدوة الحسنة الذي لم يكن يكتفي بقيامها بل كان يوقظ أهله ليفوزوا معه بأجر قيام هذه الليالي المباركة. نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه.