ومرت الأيام كعادة أيام رمضان التي تمر كلمح البصر، واقترب الثلث الأخير و فيه الأيام العشر أيام الذروة في الشهر المبارك والتي كان نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم إذا دخلت عليه أعلن حالة الطوارئ كما جاء في الحديث المتفق عليه بأنه كان إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله وجاء في رواية مسلم أنه كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
وصحت الأحاديث في الدعوة إلى تحري ليلة القدر في هذه الأيام المباركة كما جاء في البخاري 'فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر ' وفي الحديث المتفق عليه ' تحرَّوْا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان' ولسنا في سياق الحديث عن فضل ليلة القدر أو العشر ولكننا هنا ننبه إلى أهمية التخطيط لاستثمار هذه العشر قبل دخولها و فهناك بعض الشواغل التي يجب الفراغ منها قبل دخول العشر.
ومن ذلك على سبيل المثال: التسوق لشراء مستلزمات عيد الفطر فبعض الأسر تنشغل في أيام الذروة في الخروج للتسوق قبل حلول عيد الفطر، ويمكن في هذين اليومين المتبقيين قبل العشر الأواخر الانتهاء من بعض التكاليف الرمضانية كإخراج الزكاة عند من اعتاد على إخراجها في رمضان، و كذلك استكمال صلة الأرحام أو بعض التكاليف المتعلقة بالعمل والتي يمكن تقديم إنجازها.
نسأل الله أن يعيننا على استثمار هذا الأيام المباركة وأن يبلغنا ليلة القدر.