احتفل العالم قبل يومين باليوم العالمي للكتاب، ويحتفي اليوم بالملكية الفكرية لتشجيع الإبداع والابتكار، ويأتي هذا الاحتفاء بالقراءة والإبداع في ظل تحديات كثيرة تواجه ثقافة القراءة في عصر إغراءات الصورة الرقمية ومواقع التواصل وتطبيقات الوسائط المرئية والمسموعة والكثير من المشتتات الذهنية التي تستنزف الأوقات والطاقات ولا تساعد على بناء ثقافة عميقة قادرة على العطاء والإبداع الحقيقي والمتميز.،
و مع ذلك تؤكد الدراسات أن الجيل الرقمي ما يزال يفضل الكتاب الورقي عند الشعور بالشغف المعرفي و الرغبة بالقراءة الجادة .
وتأتي هذه المناسبات هذا العام في ظل ظروف جائحة كورونا التي أغلقت الكثير من المدراس وحرمت ملايين الطلاب من القراءة والتعلم، وأربكت الخطط التعليمية وما تزال تداعياتها مستمرة.
ومن المصادفات على أمة أقرأ أن يتصادف هذا الاحتفاء العالمي بالقراءة والكتاب في شهر نزول آية أقرأ حسب المشهور من أقوال العلماء، وقد جعل الله الغاية من البعثة النبوية القضاء على الأمية وتعليم الكتاب والحكمة 'هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ'.
ومع ذلك تشير الدراسات إلى أننا أقل الأمم إقبالاً على قراءة الكتاب وأن متوسط ما يقرأه العربي من أقل المتوسطات وقد يعود بعض ذلك إلى البيئة الطاردة للعلماء والمبدعين في ظل أنظمة قمعية تعج سجونها بخيرة أبنائها من المعلمين والأكاديميين الأحرار، ولا يجد البقية أمامهم غير الرحيل إلى حيث يجدون الحرية التي تساعدهم على الإبداع.