إذا كان شهر رمضان هو محطة التزكية السنوية للمسلم وكانت الجمعة محطة التزكية الأسبوعية، فإن يوم الجمعة الرمضاني يكتسب أهمية خاصة ببركة ساعات الجمعة في يوم رمضاني، وجدير بنا استثمار هذا اليوم في محاسبة أنفسنا على مدى استفادتها من أيام الشهر المنصرمة والاستعداد لأيامه القادمة.
وتأتي هذه الجمعة فاتحة الثلث الثاني من رمضان فما أحوجنا إلى محاسبة أنفسنا على ما فات في العشر الأوائل وتعويض أي تفريط في عشر الثلث الثاني من رمضان فالأيام تمضي بسرعة، ولا سيما أيام رمضان التي يشعر كل مسلم يعيش أجواء الشهر أنها تمر كلمح البصر.
ومن الواضح أن الإحساس بمرور الوقت يتنامى في وعي المسلم في رمضان وهو يترقب كل يوم غروب الشمس ليفرح بفطره، ويترقب تبين الخيط الأبيض من الأسود ليمسك عن الطعام، ويشعر بازدحام الواجبات وأن اللحظات تتسرب من بين يديه وقد أقسم الله في كتابه الكريم بالوقت' العصر' على أن الإنسان لفي خسر إلا من استثمر وقته بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
فما أحوجنا لتذكير أنفسنا في بداية الثلث الثاني من شهر الإيمان ومدرسة الصبر والتربية على العمل الصالح بالحرص على إصلاح أي خطأ في تعاملنا مع الوقت في الثلث الأول، لتعظيم فوائدنا وأرباحنا من الشهر في بنك حسناتنا في الثلث الثاني.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يغتنم أيام الشهر المبارك قبل فواتها ولا يجعلنا ممن يفرط فيها حتى إذا ذهبت قال'يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّه'.