إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

في شهر القرآن.. أفلا يتدبرون القرآن
 أكدنا في مقال الأمس أن رمضان هو شهر القرآن وأن الصيام في هذا الشهر هو مظهر من مظاهر الاحتفاء بهذا الكتاب العظيم المبارك الذي أنزله الله في شهر مبارك وفي ليلة مباركة وأكدنا على أهمية تدبر القرآن في هذا الشهر المبارك وعدم الاكتفاء بقرآن التلاوة، فإذا كان الله قد أنزل القرآن في رمضان فقد جعل الله الهدف من إنزال هذا الكتاب المبارك في هذا الشهر المبارك هو التدبر ' كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ' 'أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا' .
والتدبر لا يعني التلاوة العابرة ولا حتى القراءة الباردة للتفسير بدون تأهيل للنفس لاستقبال هداية القرآن و تهيئة نفسية لاستيعاب حقائق ما يقوله الترتيل والتي قد تخالف ما اعتدنا عليه من المسالك وتكون ثقيلة على النفس ' إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا'   فإصلاح النفس وتزكيتها والحرص على سلوك طريق المحسنين وتحقيق التقوى في النفس كل ذلك مقدمات مهمة لتأهيل النفس للتدبر والاستفادة من هداية القرآن الكريم ' هدىً للمتقين' وهدى ورحمة للمحسنين' 
وبعد تأهيل النفس بالإحسان والتقوى تأتي أهمية  التهيئة النفسية والحرص على الإصغاء إلى القرآن الكريم وكأنه يخاطبك والاستعداد للامتثال لرسائل الله إليك بإخلاص  وتجرد وحرص على استخلاص كنوز الهداية والرحمة هذه هي المقدمة الحقيقية للتدبر.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتدبرون القرآن بقلوب مفتوحة وينتفعون بهدايته.