القرآن الكريم من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسانية في هذا الشهر المبارك لهداية الإنسانية إلى التي هي أقوم'شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ' ولهذا شرع الله لنا أن نشكر هذه النعمة حق شكرها وأن نصوم شهر نزول القرآن احتفاءً بهذه المناسبة العظيم ' فمن شهد منكم الشهر فليصمه'.
ويبين الله لنا في الآية أن الغرض من كل ذلك تعظيم نعمة الله على الهداية والقيام بواجب الشكر 'وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ' وقد عظم الله شأن الليلة التي أنزل فيها القرآن فجعلها خير من ألف شهر وجعلها مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم.
فكيف نحتفي بهذا الكتاب العظيم؟ وكيف نقوم بشكر الله على نعمة القرآن الكريم؟ وهل يكفي قراءة وردنا اليومي؟ أم علينا الحرص على تدبره وتوقيره وفهمه والتعمق في تفسيره.
اعتاد معظم المسلمين على الاقبال على قراءة القرآن في هذا الشهر وهذا عمل طيب من المهم الحفاظ عليه ولا نقلل منه ولكننا نؤكد على أهمية إتاحة وقت للتدبر والتأمل في آيات القرآن الكريم ولو بالحرص على قراءة كتاب من كتب التفسير ولا سيما التفاسير المعاصرة التي ركزت على الدروس التربوية في القرآن الكريم ومن الكتب التي ننصح بقراءتها كتاب ' التفسير التربوي للقرآن الكريم' فقد تضمن هذا التفسير لأنور الباز خلاصة مركزة لأهم التفاسير القديمة والمعاصرة ومنها كما يقول المؤلف'(في ظلال القرآن) لسيد قطب، و(الأساس في التفسير) لسعيد حوى، و(مقاصد القرآن الكريم) لحسن البنا، و(زهرة التفاسير) لمحمد أبي زهرة، و(تفسير المنار) لمحمد رشيد رضا، بالإضافة إلى أمهات كتب التفسير أمثال: تفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير وغيرها.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى ولا يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وحادي طريقنا إلى التي هي أقوم.