في أول جمعة من رمضان تجتمع بركة الشهر مع البركة الخاصة بيوم الجمعة وتلتقي فيه ساعة الاستجابة للدعاء مع الدعوة المستجابة عند الفطر فما أحوجنا إلى أن نسعى في هذا اليوم إلى ذكر الله وأن نتضرع إليه لنفوز بدعوة مستجابة للصائم في ساعة استجابة من يوم مبارك.
وكما فضل الله رمضان على سائر الشهور فقد فضل يوم الجمعة على سائر الإيام ويفضل الله ما يشاء ليهيئ لنا فرصاً متعددة للتعرض لنفحاته وتطهير أنفسنا من أدرانها ولنخصص في هذه الأيام أوقاتاً أكثر للعبادات الشعائرية حتى إذا قضينا هذه العبادات ننتشر في الأرض ونبتغي من فضل الله في تعمير الأرض واستثمارها وفق سنن التسخير الربانية التي أودعها الله في هذا الكون .
وفي هذا اليوم المبارك تتوفر فرصة للمراجعة السريعة للأيام الأولى من رمضان وممارسة التقويم البنائي للتأكد من مدى تقدمنا في خططنا وهل تسير على ما يرام وهل نشعر بأن هذه الأعمال اليومية تؤدي أغراضها في تحقيق التقوى وتحفيزنا على العمل الصالح وهل ثمة أخطاء عرضية ظهرت من خلال التجربة في الأيام الأولى تستوجب مراجعة بعض بنود الخطة وإعادة تصويبها في ضوء مؤشرات الأداء اليومي للثلاثة الأيام الماضية من رمضان فالثلاثة الأيام الماضية يمكن أن تقدم مؤشر تنبؤي جيد لكامل الشهر، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى صالح الأعمال.