وأخيراً جاء رمضان فابتسم لإشراقته الزمان، وتوهجت الأماكن بنوره وتعطرت الأجواء بعبيره وفتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب النار وتصفدت الشياطين وفتحت سجلات العتق من النار، وواجبنا من اليوم إعداد أنفسنا للتأهل لدخول الأبواب المفتوحة للجنان، وتحرير رقابنا من أبواب الجحيم الموصودة أمام أهل الإيمان والإحسان، وتسجيل أسمائنا في كشوفات العتقاء من النيران.
وما لم نبادر من أول يوم رمضاني في الإقبال على الطاعات والأعمال الصالحات فإن التسويف سينسف كل فرصة لاستثمار هذا الشهر المبارك والترحيل سيحول ما كان فرصة إلى غصة وإذا بدأ البعض من اليوم بمتابعة المسلسلات وبرامج التسلية والفوازير وغيرها فلن يتوقفوا عن متابعتها إلى آخر الشهر فسيستدرجهم إغراء المتابعة من حيث لا يعلمون وتستحوذ على اهتمامهم العروض المشوقة فيجدون أنفسهم متورطون بالمتابعة حتى لو لم يخططوا لذلك، فإياك أخي الكريم أن تقول لنفسك سأشاهد اليوم البرامج المعروضة لأختار منها ما يستحق المتابعة بعد ذلك، لأن القائمة ستطول ولن تتمكن من مشاهدة كل البرامج وستضطر لتكرير ذلك اليوم الثاني والثالث وتتورط كل يوم ببعض مظاهر الإدمان.
وفي حالة عدم تخطيطك المسبق لوقتك يمكنك الاعتماد على ترشيحات من تثق برجاحة عقولهم ورسوخ قيمهم وعمق ثقافتهم لمتابعة القليل مما ينفعك.
لا بأس في هذا اليوم الأول من رمضان من تخصيص جزء يسير من يومك في تبادل المباركات بمناسبة قدوم هذا الشهر ولتحرص على استعراض أسماء كل الأقارب والاصدقاء الذين ترغب بتهنئتهم مرة واحدة لتغلق بعد ذلك هذا الباب.
ولا بأس من تحديد موعد للتسوق لمن لم يفعل ذلك قبل رمضان لتوفير أوقات التسوق لاحقاً، ولا بأس من استثمار هذا اليوم في زيارة الأقارب والمرح معهم فهذا عمل صالح يندرج في صلة الرحم وفيه ترويح على النفس وصحة نفسية تتعزز من خلال التفاعل الاجتماعي.
المهم ألا يشغلك ذلك عن أورادك القرآنية والأوقات المخصصة للذكر والقراءة الحرة والقيام وغيره، نسأل الله أن يعيننا جميعاً على صيام هذه الشهر وقيامه والاستفادة منه وأن يجعلنا مما يستمع القول فيتبع أحسنه.