مع إشراقة شمس الجمعة الأخيرة من شعبان تشرئب القلوب أكثر وأكثر نحو الضيف القادم وتتعطر النفوس بأنسام شهر رمضان العابقة، وتتطلع أنفس العابدين إلى نفحات رب العالمين ويكثر بعض المؤمنين من الابتهال والدعاء إلى الله في هذه الجمعة المباركة باعتبارها أخر محطة أسبوعية إيمانية قبل المحطة الشهرية الكبرى.
ولم يرد في السنة المطهرة أعمال أو أدعية خاصة تتعلق بالجمعة الأخيرة من شعبان ولكن ذلك لا يمنع زيادة الابتهال إلى الله مع نهاية أيام عرض الأعمال وفتح صفحة جديدة مع الله وتهيئة النفس لاستقبال رمضان، ولا بأس بأن يدعو الإنسان بما شاء من الأدعية المشروعة التي لا تشتمل على إثم ولا تعد طالما أنه لا ينسب هذه الأدعية إلى السنة ولا يشارك بتوزيعها باعتبارها أدعية نبوية حتى لا يستحق إثم ترويج الأحاديث المكذوبة والابتداع في الشرع بما ليس منه.
وأما الدعوة إلى صدق اللجوء إلى الله فهي مطلوبة في جميع الأحوال ولكن النفوس تكون في بعض المواسم أكثر استعداداً لتقبل الموعظة الحسنة وأكثر استجابة لداعي التوبة والإنابة إلى الله.
ونظن أن هذا اليوم المبارك من هذه الأيام التي ينبغي أن يستغلها العاقل في تهيئة نفسه وأسرته ومن يستطيع التأثير عليه في محيطه الاجتماعي لاستقبال شهر رمضان بالتوبة والإنابة والاستغفار والعزيمة على الصيام والقيام وقراءة القرآن والانفاق وسائر الأعمال الصالحة التي يجب أن يدونها في خطته التعبدية والحياتية لشهر رمضان، ومن لم يكن قد بادر لوضع هذه الخطة فما يزال أمامه متسع من الوقت وقد أكدنا من قبل أهمية هذه الخطة وأشرنا بأن هذه الخطة بحد ذاتها تعتبر عملاً صالحاً يأجرنا الله عليها ولا سيما عند عزم النية على تطبيقها.