اسبوع فقط يختصر المسافة الزمنية بيننا وبين الضيف المبارك، فما أحوجنا إلى تهيئة أنفسنا وأسرنا لاستقبال هذا الشهر العظيم، ولنتذكر جميعا أننا في آخر أسبوع من أيام عرض الأعمال السنوية فلنحرص على التوبة والتضرع إلى الله في هذه الأيام، فمن الأخطاء الكبيرة التي يرتكبها بعض الجهلة والعصاة الإقبال على المعاصي على هذه الأيام على نية الإقلاع عنها في رمضان، ومثل هذه السلوكيات علامة على ضعف الإيمان وسوء التقدير وتكشف هذه السلوكيات أن طاعة هذا الصنف من الناس في رمضان إنما هي طاعة تفرضها قوة العادات والتقاليد لا إرادة الإيمان وفي كل الأحوال فإن هذا الصنف من الناس خير من الذين يعاقرون الذنوب في رمضان وغيره وينبغي أن يكون هؤلاء هدفاً للدعاة لتحبيب العبادة إليهم لمخاطبة فطرة الايمان في نفوسهم وإحيائها و لتحبيب الطاعة إلى قلوبهم وإبعادهم عن الفسوق والعصيان بالحكمة والموعظة الحسنة ولا سيما أن الأجواء النفسية تكون مهيأة للاستجابة والكثير من الدعاة يقصرون في واجب الدعوة الفردية في رمضان ويركزون على العبادات الخاصة والدعوة العامة وفي ذلك خير ولكن لا يجب إهمال الدعوة الفردية وإيلاء الاهتمام بالتواصل مع الزوار الجدد لبيوت الله في رمضان وترغيبهم في الخيرات وتثبيتهم على الطاعات فقد تكون هذه الجهود البسيطة سبباً في هداية الكثير وتغيير مسار حياتهم،
ومن هنا نود التنبيه في هذا المقال إلى أن التهيئة التفسية لرمضان يجب أن تتضمن إعداد النفس للتعامل الحكيم مع هذه الفئة ولا تقتصر على التفكير بالعبادات الفردية والدعوة العامة ولأن يكون أحدنا سبباً في هداية إنسان فهذا خير له من كنوز الدنيا، والدعوة الفردية هي أيضا تزكية للذات وذكر لله في وقت واحد، فالموعظة الحسنة التي تحرص على نقلها إلى غيرك يجب أن تستوطن قلبك قبل أن تخرج من لسانك، وبهذه الطريقة ستجد أنك تتزكى بالفعل الدعوي أكثر من الفعل الفردي ولا سيما مع إخلاص النية لوجه الله عز وجل..اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن ونعوذ بك من الرياء في القول والعمل وفي السر والعلن.