إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

سلامة الصدر واستحقاق الجنة
توقفنا في مقال الأمس الخاص بالمشاحنات بين الإخوة و تأثيرها على الحرمان من رحمة المغفرة أمام أحاديث تؤكد أن الله يغفر في ليلة النصف من شعبان وفي كل اثنين وخميس لغير المشركين والمشاحنين، ونتوقف أمام موضع متصل متعلق بنصوص تؤكد أهمية سلامة الصدر من الغل والأحقاد وما يترتب على ذلك من استحقاق الجنة فقد جاء في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم' والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا'.
وقد وصف القرآن أهل الجنة بأنهم إخوان متحابون طاهرة قلوبهم من الأغلال'وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ' وروى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: 'كل مخموم القلب صدوق اللسان' قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: 'هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غلٍّ ولا حسد'.
وروى الإمام عن رسول الله  عليه الصلاة والسلام أنه قال:' يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار وتكرر ذلك ثلاث مرات فأراد عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن يعرف سر هذا الرجل، فبات عنده ثلاثاً فلم يره كثير صلاة ولا صيام فسأله عن عمله فقال: 'ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغتَ بك وهي التي لا نطيق' وما أحوجنا إخواني الكرام إلى تطهير قلوبنا من الغل والأحقاد على إخواننا لنكون أهلاً لمغفرة الله وأهلا للفوز بالجنة بفضل الله وكرمه.