ورد في الحديث الذي صححه الألباني بمجموع طرقه والمروي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنها' إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن'.
وشهر شعبان كما أشرنا في مقال الجمعة الماضية هو شهر رفع الأعمال السنوية كما جاء في الحديث ' هو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين' ولهذا اذكر نفسي وإخواني بأهمية استثمار هذه الأيام والساعات والدقائق في التعرض لنفحات الله والحرص على إحسان الختام في اللحظات الأخيرة والاكثار من الاستغفار لما فات.
إن طي صفحة الأعمال السنوية في شهر شعبان بمثابة التهيئة لدخول شهر رمضان المبارك حتى يكون شهر رمضان هي الشهر الأول في حساب الأعمال وحتى نستفتح عامنا الجديد بعهد جديد مع الله، وحتى تكون فاتحة العام فاتحة خير وبركة وتوبة وأعمال صالحة تترافق مع الصيام والقيام وقراءة والقرآن، وكل ذلك يوجب تقدير هذه الأيام المباركة حق قدرها، فهي أيام عرض الأعمال الختامية للعام الحسابي المتأهب للرحيب، وهي أيام استعداد لعام احتساب الأعمال الجديد والذي نستهله بشهر القرآن شهر رمضان المبارك والاستعداد ليوم العرض الأكبر يوم الاطلاع على جميع تقارير العبد اليومية والسنوية 'وعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا' اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان وبلغنا رمضان وأعنا على طاعتك.